«Target» تختار رئيساً تنفيذياً جديداً.. «فيدلك» متدرب يقود شركة متعثرة!

أعلنت سلسلة متاجر التجزئة الأمريكية «تارجت» تعيين مايكل فيدلك رئيساً تنفيذياً جديداً للشركة، حيث سيخلف براين كورنيل الذي سيتقاعد في فبراير/شباط 2026.
أثار قرار اختيار فيدلك تساؤلات عدة، لا سيما بين المستثمرين الذين كانوا يأملون في تعيين خارجي يعيد إحياء الشركة المتعثرة.
وفيدلك، الذي قضى أكثر من 20 عامًا في “تارجت”، يشدد على أنه الأقدر على قيادة التغيير من الداخل، باعتبار معرفته العميقة بما يجري خلف الكواليس. لكنه يواجه انتقادات تشكك في قدرته على إحداث التحول المطلوب.
تحديات في الأداء
وتواجه Target تحديات متزايدة بعد أن بلغت مبيعاتها ذروتها في 2022 عند 109 مليارات دولار، وقد دخلت بعدها في دوامة من التراجع المستمر. وخلال الربع الثاني من 2025، سجلت الشركة ربعها الـ11 على التوالي من تراجع أو ثبات المبيعات، حيث انخفضت بنسبة 1.9% خلال النصف الأول إلى 49.1 مليار دولار.
وفي ظل هذا التراجع، يرى كثير من المحللين أن الشركة بحاجة إلى “نقلة نوعية”، وليس مجرد استمرارية. ويعد فيدلك، الذي تولى سابقًا منصب المدير المالي وقاد جهود الكفاءة التشغيلية، خيارًا “آمنًا”، لكن لا يبدو أنه يحمل رؤية صادمة أو تغييرًا جذريًا.
من جهتها، قالت سوزانا ستريتر، رئيسة قسم الأسواق في Hargreaves Lansdown، إن التعيين “أحبط آمال المستثمرين الذين كانوا يتطلعون إلى شخصية خارجية تجلب أفكارًا وطاقة جديدة، في وقت تحتدم فيه المنافسة داخل السوق”. كما أعرب نيل ساندرز، من شركة GlobalData للأبحاث، من جانبه عن “مشاعر مختلطة”، مؤكدًا أن القرار يعكس استمرار عقلية التفكير الداخلي الضيقة التي كبّلت Target لسنوات.
وفي الوقت نفسه، قال مايكل لاسر من UBS إن السوق كان يأمل في تعيين خارجي يمكنه إعادة ابتكار استراتيجية الشركة، مضيفًا أن “الخيار الداخلي سيزيد من شكوك المستثمرين حول قدرة Target على تغيير مسارها”.
من هو فيدلك؟
بدأ فيدلك مسيرته المهنية في Target كمتدرب عام 2003، وتدرّج خلال أكثر من عقدين في مناصب متعددة، شملت الشؤون المالية، البضائع، والعمليات، حتى وصل إلى منصب المدير المالي (2019–2024)، ثم مدير العمليات في 2024.
ويحمل فيدلك شهادة بكالوريوس في الهندسة الصناعية من جامعة آيوا، وماجستير إدارة أعمال من جامعة نورثويسترن. وقد وُصف بأنه قائد تحولي، قاد خلال فترة عمله مبادرات لتحديث سلاسل التوريد وتحقيق كفاءة تشغيلية وفّرت أكثر من ملياري دولار.
وفي أول تصريحات له بعد تعيينه، أكد فيدلك عزمه على التحرك بسرعة وشفافية لإحداث التغيير. وقال: “سأعمل بوتيرة سريعة، وبصراحة، لإجراء التغييرات اللازمة لنحقق النمو الذي نستهدفه”. لكنه لم يقدم حتى الآن خطة واضحة للخروج من الأزمة، مما يجعل رهانه على خبرته الداخلية محل اختبار حقيقي في الشهور المقبلة.
ورغم خبرته الطويلة وولائه العميق لـTarget، يواجه مايكل فيدلك تحديًا حاسمًا لإثبات أنه ليس مجرد استمرار للإدارة السابقة، بل قائد باستطاعته إصلاح ما أفسدته سنوات من الركود. وبينما يمنحه مجلس الإدارة الثقة، تبقى أعين المستثمرين مترقبة لأفعاله لا أقواله.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز