وداعا لمضاعفات الباراسيتامول.. اكتشاف قد ينقذ ملايين المرضى

كشف فريق بحثي من جامعة فرجينيا كومنولث عن جزيء مبتكر أطلق عليه اسم YM81، يُتوقع أن يحدث نقلة نوعية في علاج تلف الكبد الناتج عن الجرعات الزائدة من الباراسيتامول، وهو أحد أكثر المسكنات شيوعًا.
وجاء الإعلان عن النتائج خلال الاجتماع الخريفي للجمعية الكيميائية الأمريكية (ACS) المنعقد بين 17 و21 أغسطس 2025، حيث أوضحت الباحثة جاناتون نايم نام أن الجزيء الجديد أظهر قدرة على تقليل الالتهاب ومنع تدمير خلايا الكبد في تجارب معملية أجريت على الفئران.
التجارب أوضحت أن خمسة فئران عُولجت بـ YM81 سجلت انخفاضًا ملحوظًا في مستويات إنزيمي ALT و AST، المؤشرين الرئيسيين لتلف الكبد، وذلك خلال 17 ساعة فقط من تلقي الجرعة، مقارنةً بعشرة فئران تناولت علاجًا وهميًا ولم تُظهر تحسنًا مماثلًا.
ويعتمد الجزيء الجديد في آليته على استهداف بروتين التهابي يُعرف باسم “غاسدرمين د” (GSDMD)، وهو المحرك الأساسي لعملية موت الخلايا المبرمج المرتبط بتلف الكبد. وبمنع نشاط هذا البروتين، يتمكن YM81 من كبح الالتهاب وحماية أنسجة الكبد من التدهور.
ويأتي هذا الاكتشاف في ظل التحديات التي تواجه الأطباء مع حالات تسمم الكبد بسبب الباراسيتامول، إذ يؤدي الإفراط في تناوله إلى تراكم مركب سام يُعرف بـ NAPQI، وهو ما يسبب تدمير الخلايا الكبدية. العلاج الوحيد المتاح حاليًا هو N-acetylcysteine، لكنه فعال فقط عند استخدامه خلال الساعات الثماني الأولى من التسمم، ما يحد من نطاق الاستفادة منه.
وأكد الباحث الرئيسي شيجون تشانغ أن YM81 ما زال في مراحله البحثية الأولى، مشددًا على ضرورة تطوير خصائصه الدوائية وإجراء المزيد من التجارب على نماذج حيوانية إضافية قبل الانتقال إلى مرحلة التجارب السريرية على البشر.
كما أشارت الباحثة نام إلى أن الجزيء الجديد لا يمثل فقط بصيص أمل في مواجهة تسمم الكبد، بل قد يفتح الباب أمام تطوير علاجات مبتكرة لمجموعة واسعة من الأمراض الالتهابية، تشمل التهاب المفاصل، تسمم الدم، النقرس، وحتى بعض الأمراض العصبية التنكسية.
وبينما يتواصل العمل لتطوير YM81 وتحويله من إنجاز مخبري إلى علاج متاح سريريًا، يرى خبراء الصحة أن هذا الاكتشاف قد يمثل نقطة تحول في التعامل مع أزمات التسمم الدوائي التي تُسجَّل سنويًا بمئات الآلاف حول العالم.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg
جزيرة ام اند امز